رحلة لمحاولة فهم قصة من أكثر قصص القرآن الكريم جدلاً والتي لم يتفق عليها أحد

من هو ذو القرنين قلتُ هو إبليس قبل أن يعصي الله فقالوا لقد جئت شيئا فريا إن أخطأت فمن نفسي وإن أصبت فمن عند الله

ذو القرنين في القرآن الكريم هو الذي طويت له الأرض من مشارقها إلى مغاربها وأقام ردماً احتجز به الأقوام المفسدة يأجوج ومأجوج وآتاه الله من كل شيء سبباً - وكل شيء تعني القوة والتمكين والسلطة ومصائر الخلق " إما أن تعذب أو تتخذ فيهم حسناً "

اختلفت الوجهات حوله وإن أردت الخوض والبحث عن شخصيته ستدخل في دوامات التاريخ ومتاهاته فمنهم من قال الاسكندر ومنهم من قال ملك من حمير واجتهادات أخرى عدة لن أطيل عليكم من أراد الزيادة فليبحث ويستزيد سبق أن تهت بهذه الدوامة وسأبدأ معكم من حيث انتهيت

من كتاب لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه أولاً سأحاول فهم معنى ذو القرنين من القرآن ولنجعل القرآن يشرح نفسه بنفسه ذو : من الأسماء الخمسة وتأتي بمعنى صاحب الله ذو المعارج : صاحب الرفعة والسمو ذو العرش المجيد﴿١٥ البروج﴾ بلسان القرآن إذا أضيفت ذو لاسم معرف تكون لقب

وإذا أضيفت لنكرة تفيد شرح حال مثل ذو فاقة وذو سعة أي الغني والفقير ومن هنا نفهم أن ذو القرنين لقب لشخصية سبق ذكرها والدليل ذو الفضل العظيم= الله ذي النون= يونس فأين ذكر القرنين مثنى قرن والقرن جاء بعدةمواضع سنستعرضها لمحاولة فهمها ُ أنشأنا من بعدهم قروناً آخرين- المؤمنون

• فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا ﴿١١٦ هود﴾ • ثُمَّ أَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ ﴿٣١ المؤمنون﴾ • قرن: أمة من الناس أو أهل زمان واحد وقيل: مأخوذ من الاقتران

• قرن الاقتران كالازدواج في كونه اجتماع شيئين، أو أشياء في معنى من المعاني من هنا سأضع احتمالات في محاولة فهم الاسم ذو القرنين : صاحب شأن في زمانين والشأن هو الحال ؛ فلربما هنا لدينا إشارة لكونه أخذ في كل زمان حالاً مختلفاً – هذا وارد

أو صاحب أمتين أي زامن وجوده صنفين من الخلق وتصح بإبليس المعاني الثلاثة ارتبط ذكره ببناء ردم لاحتجاز يأجوج ومأجوج والشيء بالشيء يذكر وجب تصحيح الفكرة المغلوطة المتداولة أنه بنى سداً فقد أعطانا الله تعالى إشارة واضحة لكون القوم الذين طلبوا بناء السد كانوا لايفقهون قولاً

إذ طلبوا منه بناء سد فصحح لهم ذو القرنين بأنه سيبني ردم والفرق شاسع فالردم يكون لحفرة وهذا بلسان العرب وليس من جيبي وهذه الحادثة علينا الإحاطة بها ومعرفة ظروفها لنجمع أجزاء الصورة كاملة ثم نعيد تركيبها ولايمكن لبشر أن يعيشوا بباطن الأرض خلف حفرة مغلقةإلا إن كان المحتجزون جن

-حادثة يأجوج ومأجوج سبقت خلق سيدنا آدم بدليل قول الملائكة " أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء " -" إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض " -فيتلك الحقبة كانت السماء والأرض متصلتين -" ألم ير الذين كفروا أن السماء والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما "

-سيقول قائل حدث هذا قبل خلق الخلق فأجيبه هذا لأنك لم تقرأ شيئاً عن ألواح سومر التي تحدثت بالتفصيل عن هذه الظاهرة وانفصال الأرض عن السماء – وصحيح أنها وردت بتفاصيل شرك بالله ولكن نعزو ذلك لترجمة خاطئة متعمدة لتضليل الناس وحرفهم عن عبادة ربهم الواحد ؛ خاصة أن علماء الغرب

هم من تولوا ترجمة تاريخنا وهنا أيضاً يجدر التنويه أن الأرض التي طواها ذو القرنين من مشرقها إلى مغربها ليست ما يدعى اليوم بالكرة الأرضية بل الأراضين السبع العظيمة الممتدة -إشارة أخرى في كتاب الله عز وجل نمر بها مرور الكرام

-" إذ قال ربك للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا ابليس كان من الجن " الاجتماع كان في الملأ الأعلى بين الله والملائكة بعض التعليقات المضحكة كيف تفترين على القرآن وتقولين أن إبليس مكرماً عند ربه هذا الإدعاء السطحي أغفل جانب حضوره بين الملائكة في الملأ الأعلى مع أنه من الجن

فعليك أن تتخيل بأية مكانة كان يحظى وورد كثيراً من السلف عن مكانته وتلقيبه بطاووس الملائكة ولكني سأتجاوز هذه النقطة كونها لم ترد في القرآن الكريم إلا إشارة ﴿ مَا كان لي من عِلْمٍ بالملأ الأعلى إِذْ يختصمون﴾ [ ص: 69] كذلك أشارت مصادر أخرى لحربه مع الجن وتكريم الله تعالى له

وإلا فما الذي جعله يحضر مع الملأ الأعلى ويكون مكرماً إلى هذا الحد إلا إن كان ملكاً وذو مهابة ومكانة اختصه بها الله بعد قتاله لأمم الجن المفسدة من يأجوج ومأجوج من ناحية أخرى قصة ذو القرنين ذكرت بسورة الكهف وتعتبر المنجية من فتنة الدجال ولعل أبرز سمة تتصف بها الحقائق الغائبة

كأن يحصل أمر ظاهره عذاب وباطنه رحمة أو العكس وتجلى هذا واضحاً بقصة العبد الصالح الذي التقاه موسى ع.س وفي قصته معه رسالة واضحة لنا من الله أن لانأخذ الأمور بظاهرها وأما عن الخضر فقد زكّاه الله تعالى٣ صفات -عبداً من عبادنا -آتيناه رحمة من عندنا -علمناه من لدنّا علماً

وبقصة ذي القرنين سأعود لسبب نزول السورة ؛ إذ ذهب مجموعة من قريش إلى الاحبار ليسألوهم رأيهم بدعوة محمد صلى الله عليه وسلم فأخبروهم بأسئلة يسألوها له ؛ وأحدها رجل طاف مشارق الأرض ومغاربها فجاء الرد الإلهي مرمزاً بلقب يفهمه الأحبار دون قريش "ويسألونك عن ذي القرنين "

والدليل أنه رمز ولغز سيفهمه أحبار اليهود قول النبي صلى الله عليه وسلم لا أدري أكان ملكاً أم نبياً سنضع خطين تحت هذا الحديث ونكمل الله تعالى لم يزكيه كما زكا العبد الصالح الذي التقاه موسى ع.س وكل ما ورد في ذكره هو شرح من الله تعالى وتذكير بالأنعم والآيات والأسباب التي مده بها

حدّ أن الله تعالى ملّكه مصائر الخلق وهي درجةٌ لم يصلها نبي " إما أن تعذب أو تتخذ فيهم حسناً " وهذا التمكين العظيم هو شيء من إعلاء شأن وشيء من اختبار وقد نجح باختباره وعدل بينهم حسب طاعتهم لله؛ قبل أن يضل ويغوى

هنا علينا أن ندمج تصورين أشار لنا بهم الله -ملك نال أسباب القوة والتمكين والتحكم بمصائر الخلق وهذا الملك ذو المكانة العالية المرموقة في المحفل الإلهي العظيم يؤمر بالسجود لمخلوق ضعيف ويعتبره أقل منه خلقة فهو من طين وأن هذا المخلوق سيستخلف في الأرض التي طهرها هو

وخاض حروبها وظن أنه امتلكها هذا كان السبب العظيم الذي جعله يستكبر ويعصي ويرفض السجود وفي القرآن الكريم آيات وردت فيها كلمة "آتيناه" فإن كان المراد بها صالحاً جاءت تزكيته بذات الآية مباشرةً مثال آتيناه رحمةً من عندنا وعلمناه من لدنا علماً - الكهف

ولما بلغ أشده واستوى آتيناه حكماً وعلماً وكذلك نجزي المحسنين -١٤ القصص والأمثلة كثيرة في القرآن تستطيعون الرجوع لها اختصرتها لأتجنب الإطالة وهي على خلاف قصة ذو القرنين الذي وردت به كلمة آتيناه دون تزكية بها

إضافة لوجود آية مشابهة لها تشير لعدم تزكية الله تعالى له -آتيناه من كل شيء سبباً فأتبع سبباً -وَاتلُ عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فَأتبعه الشيطان فكان من الغاوين -١٧٥ الأعراف لاحظوا مدى التشابه والقرآن مثانٍ يشرح بعضه بعضاً

آتيناه من كل شيء سبباً = آياتنا فأتبع سبباً = فأتبعه الشيطان ونلاحظ خلو آيات ذي القرنين وخاصة المقترنة بكلمة آياتنا من تزكية واضحة مثل كذلك نجزي المحسنين - انه من عبادنا المخلصين وما شابه وسأتوسع بشرح هاتين الآيتين خاصة إن شاء الله قريباً

سيرد البعض ولكنه أقام الردم والقرآن وصفه بصلاحه وسأعود لأؤكد كان ملكاً وصالحاً وأقام شرع الله وكل الآيات التي تحدثت عنه شرحت عن حقبة معينة كان فيها من رجال الله ولكن العزة بالنفس والاستعلاء أخذاه فأبلس عن أمر ربه إلى هنا أظنني أعطيت صورة واضحة من القرآن الكريم

وسأعرج بمعلومة خاطفة أقارن فيها بين الشخصيتين وردت تفاصيل رحلة ذو القرنين في الاسرائيليات أنه كان يبحث عن نبع الخلود وابليس حين فتن آدم قال له هل أدلك على شجرة الخلد الشخصيتين كان لديهما هوس بالخلود وهذا دليل يضاف للآية ] آتيناه آياتنا فأانسلخ منها وأخلد للأرض فأتبعه الشيطان

الآن سأعود لحديث سيدنا محمد الذي قلت ضعوا تحته خطين وحديث آخر لهعن كون يأجوج ومأجوج من نسل يافث بن نوح وهذا الحديث أيده بشدة وهب بن منبه – ضعوا تحتها ألف خط السؤال المنطقي الذي سيسأله أي أحد وهل أنتِ أكثر علماً من سيدنا محمد حاشى لله أن أتعدى حدي

ولكني دوماً أخبركم عن تنبيه الله لنا من مكر بني اسرائيل وتحريفهم الكلم وسأفترض حسن النوايا بجميع من بحث ونقل وفسر لنا القرآن ولكني لن أستطيع اعتبار تجهيل العثمانيين لنا لاربع قرون بحسن نية ولم أكن حاضرة لديهم لأعلم ما الذي لفقوه وألفوه وحرفوه

ولكني أكاد أجزم أن هذا الحديث وغيره تقولوه افتراء على رسول الله كيف هو نبي وخيرة خلق الله وعلمه الله أخبار الخلق إلى يوم الدين ولايعلم من يكون ذا القرنين ووردت أحاديث متضاربة عن يأجوج ومأجوج بأنهم يفترشون آذانهم ونسل الواحد منهم بالآلاف وهم

أكثر من حديث ويشيرون بوضوح لكونهم ليسوا بشر ولكن أسانيدهم مرفوعة وطبعاً لست أنكر الأحاديث وإنما دوماً أدعو لتحريها وكان رسولنا الكريم يعلم أنه سيتم تأليف الأحاديث على لسانه فقال بما معناه من كذب عليّ عامداً فليتبوأ مقعده من النار

بحثي حول ذي القرنين لم ينتهي ولكني حاولت قدر المستطاع الاختصار وسأنشر مزيداً عنه إن شاء الله لي أعتذر سلفاً عن التأخر بالردود ولكن باذن الله سأرد على الجميع البحث كاملا على قناتي في التليغرام

Telegram: Contact @d_mim

 https://t.me

@A7Mza3 أما عن المخلوقات المذكورة والمنحوتة في بابل ومصر والمكسيك ؛ فلا يمكنك اعتبارها خيالات ابدا فالمسافات شاسعة فإن كان الوصول لمصر من بابل وسومر ممكناً فهل هو ممكن للمكسيك أيضا وهذه المخلوقات تحدث بها الانجيل واشار لها القرآن الكريم نحن هنا لانستدل بإيمان السومريين ونأخذ منهم

@A7Mza3 وإنما نستدل من آثارهم ومن الانجيل والتوراة ونصحح كل ذلك بإرجاعه للقرآن الكريم ألواح سومر سواء كانت محرفة أم كانت صحيحة ولكن العلماء الذين ترجموها تلاعبوا بتحريفها فهي مصدر للدراسة بغض النظر عن الكفر الذي ورد فيها فنحن مسلمون وقرآننا يرشدنا أرجو تفهم هذه النقطة

@A7Mza3 إذا لم نتبع نهج دراسةالتاريخ بهذه الصورةفإننا سنبقى مغيبين وعدد الملحدين سيزداد لأن الهوة بين الخطاب الديني السائد والذي ينكر كل شيء وبين حقائق التاريخ كبيرة القرآن فصل الخلاف والتحريف وأرشدنا للحقيقة فلماذا نصرّ على التجاهل وجعل ديننا منغلقاً وكأنه نزل لقريةصغيرة لاللعالمين

@A7Mza3 أباد قوم فرعون وأورث الأرض لبني اسرائيل ووعد بني اسرائيل أن يخرجهم منها حين يأتي وعد الآخرة ويستخلف عباده المؤمنين فهل هذا يعني أن داوود عليه السلام كان أول الخلق ؟ لا ترادف في القرآن والكلمة لا تذكر بمعنيين كل كلمة لها مدلولها الخاص الخليفة هو المصطفى من الله ليقود المستخلَفين

@A7Mza3 الانجيل والتوراة أشاروا لهذه المخلوقات التي تسميها أنت خرافية وذكروها باسم الملائكة الساقطين وساحات أوروبا مليئة بتماثيل لهم وذكروا بملاحم الالياذة والاوديسا وأنت تقول أساطير الأساطير عبارة عن حقائق تم تحريفها وقرآنك يرشدك للحقيقة فلماذا تتجاهل وتُعرِض